شهدت زراعة الشعر تطوراً مذهلاً في السنوات الأخيرة، وآخر هذه الابتكارات تقنية زراعة الشعر بالخلايا الجذعية. التي تمثل نقلة نوعية في علاج الصلع وتساقط الشعر. تقوم هذه الطريقة على استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من جسم المريض نفسه لتحفيز نمو بصيلات شعر جديدة. وذلك بدلاً من نقل البصيلات من منطقة إلى أخرى.
ولكن على الرغم من أن زراعة الشعر بالخلايا الجذعية تعتبر واحدة من أكثر الحلول الواعدة والفعّالة للأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي أو تساقط الشعر المزمن. هل فعلاً تعد بديلاً عن زراعة الشعر؟ تابع معنا قراءة هذا المقال للتعرف أكثر عن علاج الصلع بالخلايا الجذعية وما هو الفرق بين زراعة الشعر بالخلايا الجذعية والتقنيات التقليدية الأخر .
كيفية إجراء زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية هي تقنية حديثة تعتمد على استغلال قدرة الخلايا الجذعية على التجدد والتحول إلى خلايا متخصصة، بما في ذلك خلايا بصيلات الشعر. تبدأ العملية باستخراج الخلايا الجذعية من الجسم. وعادةً ما يتم الحصول عليها من الدهون (الخلايا الجذعية الوسيطة) أو من نخاع العظم. حيث تُعتبر هذه المواقع غنية بمصادر الخلايا الجذعية القابلة للتكاثر.
1. استخراج الخلايا الجذعية (Stem Cell Extraction)
تُجرى العملية تحت التخدير الموضعي. حيث يتم سحب عينة من النسيج الدهني (من البطن أو الفخذين) باستخدام شفط الدهون (Liposuction)، أو أخذ عينة صغيرة من نخاع العظم من عظم الحوض عبر إبرة خاصة.
2. معالجة الخلايا الجذعية (Stem Cell Processing)
بعد الاستخراج، تُنقل هذه الدهون إلى مختبر متخصص حيث تخضع لعملية معالجة متقدمة لفصل الخلايا الجذعية الوسيطة (Mesenchymal Stem Cells – MSCs) من باقي المكونات. تُستخدم تقنيات الطرد المركزي والفلترة لفصل الخلايا الجذعية وتنقيتها. ويتم خلطها ببعض المحفزات الحيوية أو البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) لزيادة فعاليتها في تجديد الأنسجة وتحفيز نمو البصيلات.
3. حقن الخلايا الجذعية في فروة الرأس (Stem Cell Injection)
المرحلة الأخيرة تتمثل في حقن هذه الخلايا الجذعية المعالجة مباشرة في فروة الرأس باستخدام إبر دقيقة جدًا. وتُركز الحقنات في المناطق التي تعاني من التساقط أو ضعف البصيلات. هذه الخلايا تعمل على تحفيز البيئة المحيطة بالبصيلة، وتحسين تدفق الدم، وتعزيز نشاط الخلايا الأم لبصيلات الشعر، ما يؤدي إلى نمو شعر جديد وأكثر كثافة بمرور الوقت.
أنواع الخلايا الجذعية للشعر
كما أشرنا سابقًا، تُعد الخلايا الجذعية من أبرز الحلول الحديثة والواعدة في علاج تساقط الشعر. إذ تعتمد فكرتها على تحفيز بصيلات الشعر الخاملة وتجديد الخلايا المحيطة بها لتعزيز نمو شعر جديد بطريقة طبيعية. هناك عدة أنواع للخلايا الجذعية وهي:
الخلايا الجذعية الكلية (Totipotent Stem Cells):
تُستخرج هذه الخلايا عادةً من البويضة المخصبة خلال الأيام الأولى بعد التلقيح، وهي قادرة على تكوين الجنين بأكمله بالإضافة إلى الأنسجة الداعمة له (مثل المشيمة). نادراً ما تُستخدم في علاج تساقط الشعر بسبب صعوبة الحصول عليها ومحدودية استخدامها أخلاقيًا.
الخلايا الجذعية متعددة القدرات (Pluripotent Stem Cells)
تمتلك قدرة عالية على التمايز إلى أي نوع من أنواع الخلايا في الجسم ما عدا الأنسجة الداعمة للجنين.
الخلايا الجذعية الجنينية (Embryonic Stem Cells – ESCs)
تُستخرج من الأجنة في المراحل المبكرة. وتُستخدم في الأبحاث الطبية لقدرتها على التمايز إلى خلايا للجلد أو الشعر، لكنها غير شائعة في التطبيقات التجميلية.
الخلايا الجذعية المستحثة (Induced Pluripotent Stem Cells – iPSCs)
يتم توليدها من خلايا جسمية (مثل خلايا الجلد) وإعادة برمجتها وراثيًا لتصبح شبيهة بالخلايا الجذعية الجنينية. مصدرها آمن وتُستخدم في الأبحاث وتطوير علاجات تساقط الشعر من خلال توليد خلايا شبيهة بالبصيلات.
الخلايا الجذعية متعددة القدرات المحدودة (Multipotent Stem Cells)
تُستخرج غالبًا من نخاع العظم أو الدهون. وتُعد الأكثر استخدامًا حاليًا في علاج تساقط الشعر، خصوصًا الخلايا الجذعية الوسيطة (Mesenchymal Stem Cells). تُحقن في فروة الرأس لتجديد الأنسجة وتحفيز البصيلات.
الخلايا الجذعية قليلة القدرات (Oligopotent Stem Cells)
قادرة على التمايز إلى عدد محدود من الخلايا داخل نسيج معين، وتُستخدم بشكل محدود في علاج الشعر، وغالبًا ما تكون جزءًا من الأبحاث.
الخلايا الجذعية أحادية القدرة (Unipotent Stem Cells)
لا تتحول إلا إلى نوع واحد فقط من الخلايا، مثل خلايا الجلد. رغم محدودية تمايزها، إلا أن استخدامها قد يكون مفيدًا في تعزيز وظائف محددة في فروة الرأس.

كيف تختلف زراعة الشعر بالخلايا الجذعية عن الطرق التقليدية؟
تُعد زراعة الشعر بالخلايا الجذعية تقنية مختلفة جوهريًا عن زراعة الشعر التقليدية، سواء من حيث آلية العمل أو النتائج والتأثيرات الجانبية. بينما تعتمد زراعة الشعر على نقل بصيلات الشعر من المنطقة المانحة إلى مناطق الصلع، تهدف تقنية الخلايا الجذعية إلى تحفيز تجديد بصيلات الشعر من داخل فروة الرأس نفسها دون الحاجة إلى اقتطاف البصيلات أو نقلها.
مقارنة بين زراعة الشعر بالخلايا الجذعية وزراعة الشعر
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية | زراعة الشعر التقليدية | |
طريقة الإجراء | استخلاص عدد قليل من الخلايا الجذعية، تكاثرها في المختبر، ثم حقنها لتحفيز نمو بصيلات جديدة. | اقتطاف البصيلات من المنطقة المانحة وزراعتها في مناطق الصلع |
الجروح والندبات | الحد الأدنى من التداخل الجراحي، غالبًا دون ندوب مرئية. | نقاط صغيرة جدًا في المنطقة المانحة وتتعافى خلال فترة قصيرة |
فترة التعافي | 3 – 7 أيام | 6 – 8 أيام |
النتائج | تعمل على تنشيط البصيلات الخاملة وإعادة نمو الشعر بشكل طبيعي، لكن النتائج ما تزال قيد البحث وليست ثابتة تمامًا. | نتائج دائمة و مثبتة سريريًا |
المخاطر والأمان | آمنة إلى حد ما لأنها تعتمد على خلايا المريض نفسه، ولكنها ما تزال تجريبية. | آمنة تمامًا إذا تمت في مركز طبي مختص وتحت إشراف أطباء ذو خبرة. |
بينما قد توفر زراعة الشعر بالخلايا الجذعية خيارًا مناسبَا لعلاج الصلع، إلا أنها لا تزال غير معتمدة بشكل نهائي وتُجرى في مراكز متخصصة فقط. من ناحية أخرى، تُعد زراعة الشعر التقليدية أكثر موثوقية ومناسبة لحالات الصلع، ما يجعلها الخيار الأنسب لعلاج حالات الصلع وتساقط الشعر.
فوائد زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
تقدم زراعة الشعر بالخلايا الجذعية مجموعة من الفوائد العلاجية المحتملة في حالات تساقط الشعر المبكر أو ضعف البصيلات، إلا أنها ليست مثبتة علميًا بشكل قاطع. أبرز هذه الفوائد المحتملة:
تحفيز البصيلات الخاملة: تحتوي الخلايا الجذعية على عوامل نمو قوية تساعد على إعادة تنشيط بصيلات الشعر غير النشطة، مما يُعزز النمو في مناطق كان فيها الشعر ضعيفًا أو متساقطًا.
تحسين صحة فروة الرأس: أظهرت بعض الدراسات أن الخلايا الجذعية تساهم في تعزيز التروية الدموية لفروة الرأس وتقليل الالتهابات، مما يحسن البيئة العامة لنمو الشعر على المدى الطويل.
إمكانية الاستخدام المبكر: يمكن اللجوء إلى هذه التقنية في المراحل المبكرة من تساقط الشعر، ما يجعلها خيارًا وقائيًا وعلاجيًا في آنٍ واحد، خاصة لمن لا يرغب في الخضوع لعملية زراعة جراحية تقليدية.
ما هي النتائج النهائية من زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن نتائج زراعة الشعر باستخدام الخلايا الجذعية تعتبر واعدة. تبدأ النتائج بالظهور تدريجيًا خلال الأشهر الأولى بعد العلاج. حيث يلاحظ بعض المرضى تحسنًا أوليًا في كثافة الشعر في فترة تتراوح بين 2 إلى 4 أشهر. ومع ذلك، فإن النتائج الأكثر وضوحًا وملحوظة عادةً ما تبدأ في الظهور ما بين الشهر الثامن إلى الثاني عشر، حيث يكون الشعر المزروع قد مر بمراحل نمو متعددة واستقر في فروة الرأس.
ومع ذلك، في حين أن زراعة الشعر بالخلايا الجذعية تُعد تقنية واعدة، إلا أنها ما تزال في مراحل التطوير وتفتقر إلى أدلة علمية كافية لإثبات فعاليتها على المدى الطويل. ففي الواقع معظم الدراسات حول زراعة الشعر بالخلايا الجذعية إما صغيرة النطاق أو قصيرة الأجل، مما يجعل نتائجها غير حاسمة.
بالمقابل، تعتبر زراعة الشعر التقليدية من أكثر الإجراءات الموثوقة والمثبتة علمياً، حيث تم تطويرها على مدى عقود مع الحصول على نتائج دائمة وطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الزراعة الحديثة مثل تقنية الاقتطاف FUE وتقنية DHI تتيح فترة تعافي أسرع وبدون أي آثار جانبية.
باختصار، بينما قد تكون الخلايا الجذعية مستقبلاً واعداً لعلاج الصلع، تظل زراعة الشعر التقليدية الخيار الأمثل حالياً نظراً لفعاليتها المثبتة ونتائجها الموثوقة على المدى الطويل. ينصح المرضى بالاعتماد على التقنيات المعتمدة طبياً حتى يتم إجراء المزيد من الدراسات السريرية على تقنيات الخلايا الجذعية.

مخاطر وتحديات زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
على الرغم من أن زراعة الشعر بالخلايا الجذعية (Stem Cell Hair Therapy) تُطرح كحل ثوري لتساقط الشعر، إلا أنها لا تخلو من مخاطر وتحديات علمية كبيرة. نستعرض فيما يلي أبرز هذه التحديات:
غياب الاعتماد الطبي الرسمي: حتى الآن، لم تحصل زراعة الشعر بالخلايا الجذعية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، مما يجعل استخدامها في كثير من الحالات غير قانوني أو غير مراقب بدقة.
احتمالية النتائج غير المتوقعة: بعض الدراسات أشارت إلى أن نمو الشعر الناتج قد يكون غير متساوٍ أو غير مكتمل، خاصة في المراحل الأولى، بسبب تباين استجابة الجسم للخلايا الجذعية.
المخاطر الطبية والآثار الجانبية: مثل أي إجراء جراحي، هناك خطر الإصابة بعدوى في موقع أخذ الخلايا أو زراعتها، خاصة إذا لم تُتبع بروتوكولات التعقيم بدقة.
عدم وجود بروتوكول موحد: تختلف طريقة جمع وتحفيز الخلايا الجذعية وتطبيقها من عيادة لأخرى. مما يؤدي إلى تباين في النتائج ويصعّب تقييم فعالية العلاج على أسس علمية.
ارتفاع التكلفة مقابل عدم ضمان النتائج: تُعد العلاجات بالخلايا الجذعية باهظة الثمن مقارنة بزراعة الشعر التقليدية. وذلك دون وجود ضمانات واضحة للنتائج أو استمراريتها.
نقص الدراسات طويلة المدى: لا توجد حتى الآن تجارب سريرية كافية على المدى الطويل لتقييم مدى سلامة هذا النوع من العلاج أو آثاره الجانبية المحتملة بعد سنوات من التطبيق.
ما تزال زراعة الشعر بالخلايا الجذعية تحتاج إلى المزيد من الدراسات للتأكد من فعاليتها. وتبقى زراعة الشعر التقليدية هي الحل الأكثر فعالية لاستعادة كثافة الشعر. تواصل معنا الآن لحجز موعد استشارة مجانية من خبراء زراعة الشعر لدينا واكتشف كيف يمكننا مساعدتك للحصول على شعر كثيف وجذاب يعكس شخصيتك.
الخلاصة:
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية لا تزال تقنية تجريبية وغير مضمونة النتائج، إذ لم تثبت فعاليتها بشكل كافٍ من خلال الأبحاث أو التجارب السريرية على المدى الطويل. وبناءً على دراسة عدد من الحالات والاطلاع على أحدث الأبحاث، ينصح الدكتور عبد العزيز بلوي وخبراء “إليت هير” بعدم الاعتماد على هذه الطريقة حالياً. والتوجه بدلاً من ذلك إلى التقنيات التقليدية مثل تقنية DHI، التي أثبتت كفاءتها من حيث النتائج الطبيعية والتكلفة المعقولة.
الأسئلة الشائعة
كم جلسة خلايا جذعية يحتاج الشعر؟
يختلف عدد جلسات علاج الشعر بالخلايا الجذعية حسب حالة المريض. لكن يحتاج معظم المرضى في المتوسط بين 3 إلى 6 جلسات. بفاصل 4 إلى 6 أسابيع بين كل جلسة، لتحقيق نتائج ملحوظة في كثافة ونمو الشعر. وغالبًا ما يُنصح بجلسات متابعة سنوية للحفاظ على النتائج.
هل يعود الشعر للتساقط بعد الخلايا الجذعية؟
نعم، يمكن أن يعاود الشعر التساقط بعد علاج الخلايا الجذعية. لكن هذا يعتمد على عوامل مثل الحالة الصحية للمريض، والسبب الجذري لتساقط الشعر. أظهرت الدراسات أن الخلايا الجذعية تحفّز نمو الشعر بشكل مؤقت، لكنها لا تمنع تمامًا عوامل التساقط المزمنة مثل الوراثة أو التغيرات الهرمونية.
من أين تؤخذ الخلايا الجذعية للشعر؟
تُؤخذ الخلايا الجذعية لعلاج تساقط الشعر عادةً من الدهون الذاتية (Adipose tissue) عبر تقنية شفط الدهون البسيطة. أو من نخاع العظم (Bone marrow) في بعض الحالات. المصدر الأكثر شيوعًا في العيادات التجميلية هو الدهون الذاتية لسهولة الحصول عليها وأمانها العالي.