يُعد التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis) من المشكلات الجلدية الشائعة التي يمكن أن تصيب أي شخص، بغضّ النظر عن العمر أو الجنس. يحدث الالتهاب عندما تتعرض بصيلات الشعر وهي الجذور الصغيرة التي ينمو منها الشعر، إلى تهيج أو عدوى، مما يؤدي إلى ظهور حبوب أو بثور صغيرة قد تكون مصحوبة باحمرار أو حكة.
وعلى الرغم من أن التهاب البصيلات غالباً ما يكون بسيط ويزول من تلقاء نفسه، إلا أن إهماله قد يتسبب في مضاعفات غير مرغوبة مثل انتشار العدوى أو ترك آثار على الجلد، بل وقد يؤدي في بعض الحالات إلى تساقط الشعر في المناطق المصابة.
لذلك، فإن فهم أسباب التهاب بصيلات الشعر وطرق علاجه يُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة فروة الرأس والجلد، ومعرفة الوقت المناسب لمراجعة الطبيب لتفادي أي مشاكل مستقبلية.
أسباب التهاب بصيلات الشعر
العدوى البكتيرية:
هي السبب الأكثر شيوعاً، وتحدث غالباً بسبب بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus). حيث تدخل هذه البكتيريا بصيلات الشعر عبر الجروح الصغيرة الناتجة عن الحلاقة أو الحك.
العدوى الفطرية:
سببها زيادة نمو فطريات مثل Malassezia furfur التي تؤدي إلى ما يعرف بالتهاب البصيلات الفطري. تختلف أعراضها عن العدوى البكتيرية، حيث غالباً ما تكون مصحوبة بحكة شديدة وانتشار واسع، بينما العدوى البكتيرية عادةٍ تتركز على شكل بثور موضعية مليئة بالقيح.
العدوى الفيروسية أو الطفيلية:
في حالات نادرة، قد تؤدي بعض الفيروسات مثل الهربس البسيط، أو الطفيليات كالعث (Demodex)، إلى التهاب البصيلات، مسببة أعراض قد تكون أكثر إيلاماً أو مستمرة.
الاحتكاك والحلاقة:
قد تؤدي الحلاقة المتكررة أو الخشنة إلى تهيج بصيلات الشعر والتهابها. كما أن ارتداء الملابس الضيقة والتعرق الزائد يمكن أن يزيدا من فرص الإصابة بالتهاب البصيلات بسبب وجود بيئة مناسبة لنمو الميكروبات.
أسباب أخرى: تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة ضعف الجهاز المناعي واستخدام كريمات أو زيوت تسد المسام، ووجود أمراض مزمنة مثل مرض السكري.

أعراض التهاب بصيلات الشعر
تختلف أعراض التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis) من شخص لآخر حسب نوع العدوى وعمقها، فقد تكون خفيفة تزول تلقائياً أو أكثر شدة تستدعي التدخل الطبي.
التعرف المبكر على الأعراض يساعد على علاج الحالة بسرعة ومنع المضاعفات مثل الندوب أو تساقط الشعر. ومن أبرز الأعراض:
- بثور أو حبوب صغيرة حمراء تظهر حول بصيلات الشعر، وقد تحتوي على رأس أبيض مليء بالقيح.
- حكة أو شعور بالحرقة في المنطقة المصابة، تزيد شدتها مع التعرق أو الاحتكاك.
- احمرار وتورم الجلد المحيط بالبصيلات الملتهبة.
- ألم عند لمس المنطقة خاصة في حالات الالتهاب العميق.
- خروج قيح أو سوائل من البثور في بعض الحالات البكتيرية.
- تساقط الشعر المؤقت في المنطقة المصابة إذا كان الالتهاب شديدًا أو متكررًا.
- في الحالات المزمنة أو المتقدمة، قد تظهر قشور جلدية أو ندبات تؤثر على مظهر الجلد.
اقرأ أيضًا: التهاب المنطقة المانحة بعد زراعة الشعر.
أنواع التهاب بصيلات الشعر
التهاب بصيلات الشعر السطحي (Superficial Folliculitis)
هو النوع الأكثر شيوعًا، ويؤثر على الجزء العلوي من بصيلة الشعر. يظهر على شكل نتوءات حمراء صغيرة أو بثور بيضاء مملوءة بالصديد (القيح) تحيط بقاعدة الشعرة. غالبًا ما يسبب الحكة أو الألم، وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام باستخدام العلاجات المنزلية.
التهاب بصيلات الشعر العميق (Deep Folliculitis)
هو نوع أشد خطورة، ويصيب أجزاء أعمق من بصيلة الشعر. قد يؤدي إلى ظهور دمامل (Boils) أو خراجات مؤلمة، وقد يترك ندوباً أو يسبب تساقطاً للشعر. يتطلب هذا النوع غالباً التدخل الطبي والعلاج بالمضادات الحيوية الفموية أو غيرها من الأدوية.

تعرف على: افضل مركز زراعة شعر في تركيا
افضل مركز زراعة شعر في دبي
تشخيص التهاب بصيلات الشعر
يُعد تشخيص التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis) خطوة أساسية لتحديد السبب الدقيق ووضع الخطة العلاجية المناسبة، خصوصًا أن الأعراض قد تتشابه مع أمراض جلدية أخرى مثل حب الشباب أو الالتهابات الفطرية. عادةً ما يبدأ التشخيص بالفحص السريري، وقد يتطلب الأمر فحوصات إضافية في بعض الحالات. تشمل طرق التشخيص:
- الفحص البدني: يبدأ الطبيب بفحص الجلد المصاب بعناية، للبحث عن علامات الالتهاب مثل النتوءات الحمراء، البثور المليئة بالصديد، والتورم حول بصيلات الشعر.
- التاريخ الطبي: يشمل الاستفسار عن مدة الأعراض، وجود عوامل محفزة مثل الحلاقة أو ارتداء الملابس الضيقة، والتاريخ الصحي العام كالأمراض المزمنة أو ضعف المناعة.
- فحوصات مخبرية: في حالات معينة، قد يُطلب القيام بزراعة من القيح أو مسحة من الجلد لتحديد نوع الميكروب المسبب (بكتيريا، فطريات، أو فيروسات)، وهذا يساعد في اختيار العلاج المناسب.
- خزعة الجلد: في الحالات المزمنة أو التي يصعب تشخيصها سريريًا، يُمكن إجراء خزعة جلدية لتحليل أنسجة الجلد تحت المجهر، واستبعاد أمراض أخرى ذات أعراض مشابهة.
يضمن هذا التشخيص الدقيق اختيار العلاج المناسب، ويُقلل من احتمالية عودة الالتهاب أو حدوث مضاعفات طويلة الأمد.
علاج التهاب بصيلات الشعر
يعتمد علاج التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis) على شدة الحالة والسبب الرئيسي، حيث قد تكون بعض الحالات خفيفة وتزول تلقائيًا مع العناية المنزلية، بينما تحتاج الحالات المتكررة أو الشديدة إلى تدخل طبي متخصص. الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، وتقليل فرص عودة الالتهاب. تشمل طرق العلاج:
العناية المنزلية
- تنظيف المنطقة المصابة بلطف باستخدام صابون مطهر أو غسول لطيف.
- تجنب الحلاقة أو الاحتكاك الزائد بالمنطقة المصابة حتى تتحسن.
- استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف الألم والتورم.
العلاج الدوائي الموضعي
- المضادات الحيوية الموضعية مثل Mupirocin لعلاج العدوى البكتيرية البسيطة.
- مضادات الفطريات الموضعية مثل الكريمات المحتوية على Clotrimazole أو Ketoconazole في حال العدوى الفطرية.
- المحاليل المطهرة مثل بيروكسيد البنزويل أو الكلورهيكسيدين لتقليل نمو البكتيريا.
العلاج الدوائي الفموي
- المضادات الحيوية الفموية مثل Cephalexin أو Doxycycline عند انتشار العدوى أو فشل العلاجات الموضعية.
- مضادات الفطريات الفموية مثل Fluconazole أو Itraconazole في حالات العدوى الفطرية الشديدة أو المتكررة.
- الأدوية المضادة للفيروسات مثل Acyclovir إذا كان السبب فيروسيًا (مثل الهربس).
الإجراءات الطبية
- في حال وجود دمامل أو خراجات، قد يلجأ الطبيب إلى تفريغ القيح جراحيًا تحت ظروف معقمة.
- في الحالات المزمنة، قد يُستخدم الليزر لإزالة الشعر كخيار نهائي لتقليل تكرار الالتهاب.
كيف يمكن الوقاية من التهاب بصيلات الشعر؟
- العناية بالنظافة الشخصية: احرص على استخدام الصابون المضاد للبكتيريا بانتظام، خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية أو التعرق الشديد.
- تقنيات الحلاقة الصحيحة: لتجنب تهيج البصيلات، قم باستخدام ماء دافئ وصابون أو جل حلاقة قبل الحلاقة. احلق في اتجاه نمو الشعر واستخدم شفرات حادة ونظيفة. يمكن أن تكون ماكينات الحلاقة الكهربائية بديلًا جيدًا.
- اختيار الملابس: تجنب ارتداء الملابس الضيقة التي تحتك بالجلد وتسبب العرق، خاصةً في الأجواء الحارة. اختر الأقمشة الطبيعية والفضفاضة التي تسمح للجلد بالتنفس.
- التعامل مع العرق: بعد ممارسة الرياضة، احرص على الاستحمام مباشرةً وتجفيف الجسم جيدًا لإزالة العرق والبكتيريا.
- الترطيب الصحيح: استخدم منتجات ترطيب خفيفة لا تسد المسام للحفاظ على بشرة صحية.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: لا تشارك المناشف أو شفرات الحلاقة أو أي أدوات شخصية أخرى مع الآخرين لمنع انتقال العدوى.
اقرأ أيضًا: طرق تنظيف فروة الرأس.
متى يجب مراجعة الطبيب
- استمرار الأعراض: إذا لم يختفِ الالتهاب خلال أسبوع أو أسبوعين من العلاج المنزلي.
- انتشار الالتهاب: إذا انتشرت البثور إلى مناطق أخرى من الجسم.
- الألم الشديد: إذا كانت المنطقة المصابة مؤلمة جدًا أو متورمة.
- ظهور دمامل أو خراجات: إذا تكونت نتوءات كبيرة مليئة بالقيح أو خراجات مؤلمة، فقد تحتاج إلى تدخل طبي لتصريفها.
- الحمى: إذا رافق التهاب البصيلات ارتفاع في درجة الحرارة أو شعور بالتعب، فقد يشير ذلك إلى عدوى أكثر خطورة.
- تكرار الإصابة: إذا كنت تعاني من التهاب بصيلات الشعر بشكل متكرر، فقد يكون من الضروري تحديد السبب الجذري والبدء بعلاج وقائي.
- تساقط الشعر: إذا رافق الالتهاب تساقط شعر كثيف أو ترك ندبات في المنطقة المصابة.
يمثل التهاب بصيلات الشعر حالة جلدية شائعة يمكن الوقاية منها وعلاجها بفعالية عند تشخيصها في الوقت المناسب. بينما يمكن علاج الحالات الخفيفة في المنزل، فإن الوعي بالأعراض والعوامل التي تستدعي زيارة الطبيب أمر بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات المحتملة. إن الحفاظ على نظافة الجلد، واتباع عادات حلاقة صحيحة، وتجنب الملابس الضيقة هي خطوات وقائية بسيطة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في صحة شعرك وفروة رأسك.
وإذا كنت تعاني من الصلع أو تساقط الشعر وترغب في استعادة مظهرك الطبيعي فلا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى. احجز استشارتك المجانية اليوم مع خبراء زراعة الشعر في إليت هير، لتقييم حالتك وتقديم الحلول المناسبة لمساعدتك على استعادة شعرك وثقتك بنفسك.
الأسئلة الشائعة
هل التهاب بصيلات الشعر معدٍ؟
يُعدّ التهاب بصيلات الشعر في معظم الحالات غير معدٍ، خاصةً إذا كان سببه غير مرتبط بعدوى بكتيرية أو فطرية. ومع ذلك، في حال كانت العدوى بكتيرية أو فطرية، يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر عبر الأدوات الشخصية الملوثة، مثل شفرات الحلاقة والمناشف، أو فرشاة الشعر.
هل يسبب التهاب بصيلات الشعر تساقط الشعر أو الصلع الدائم؟
في الحالات الخفيفة والسطحية، لا يسبب التهاب بصيلات الشعر عادةً تساقطًا دائمًا للشعر. ولكن، في الحالات الشديدة أو المتكررة التي تتطور إلى التهاب عميق أو دمامل، يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تلف بصيلة الشعر بشكل دائم، مما ينتج عنه ندبات تؤدي إلى فقدان دائم للشعر أو الصلع في المنطقة المصابة.
هل يمكن أن يعود التهاب بصيلات الشعر بعد العلاج؟
نعم، يمكن أن يعود التهاب بصيلات الشعر بعد العلاج، خاصةً إذا لم يتم علاج السبب الجذري للحالة. على سبيل المثال، إذا كان السبب هو تهيج من الحلاقة الخاطئة أو ارتداء ملابس ضيقة، فإن استمرار هذه العادات سيزيد من احتمالية تكرار الإصابة. لذلك، فإن الوقاية واتباع عادات صحية هي مفتاح منع تكرار الحالة.