على الرغم من أن البعض قد يربط الزهم بمشاكل مثل البشرة الدهنية أو حب الشباب. إلا أن له دور رئيسي في الحفاظ على صحة الجلد والشعر. سنتعرف في هذا المقال، بشكل مفصل على ماهية الزهم، وكيف يعمل، وما هي أبرز فوائد زيت الزهم للشعر، ولماذا يُعتبر من العناصر الأساسية في دورة العناية الطبيعية بالشعر.
ما هو الزهم SEBUM؟
الزهم (Sebum) هو مادة دهنية شمعية تفرزها الغدد الدهنية الموجودة في الجلد. وخاصة في فروة الرأس والوجه، والجزء العلوي من الجسم. يتكون الزهم بشكل أساسي من الدهون الثلاثي والشموع والأحماض الدهنية، والسكوالين، ويؤدي دورًا حيويًا في حماية البشرة والشعر من الجفاف والبيئة الخارجية.
يعمل الزهم كمرطب طبيعي يحافظ على مرونة الجلد ويمنع فقدان الماء، كما يغلف خيوط الشعر بطبقة زيتية تساعد على حمايته من التكسر والتقصف. وعلى الرغم من أن الإفراط في إنتاج الزهم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل حب الشباب أو الشعر الدهني، إلا أن مستوياته الطبيعية ضرورية لصحة الجلد والشعر.
ما هو دور الزهم في فروة الرأس؟
يلعب الزهم (Sebum) دورًا حيويًا في فروة الرأس، إذ يعمل كطبقة زيتية طبيعية تفرزها الغدد الدهنية المحيطة ببصيلات الشعر للحفاظ على صحة فروة الرأس والشعر. يقوم الزهم برطوبة البشرة ويمنع فقدان الماء منها، مما يحمي فروة الرأس من الجفاف والحكة والتهيج.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد الزهم بمثابة مرطب طبيعي للشعر، يحافظ على ليونة الخصل ويمنع تقصفها وهشاشتها. كما يشكل طبقة واقية تمنع دخول الملوثات البيئية والبكتيريا الضارة، ويحافظ على توازن الميكروبيوم الخاص بفروة الرأس، الذي يساهم في تقليل الالتهابات ومشاكل فروة الرأس مثل القشرة.
مع ذلك، يجب أن يكون إنتاج الزهم متوازنًا، حيث يؤدي الإفراط في إفرازه إلى مظهر دهنية الشعر وانسداد المسام، مما يسبب القشرة والالتهابات، في حين أن نقصه يسبب جفاف الفروة وجفاف الشعر وقلة مرونته.
اقرأ المزيد عن الشعر الدهني وطرق علاجه.
أهمية زيت الزهم للشعر – SEBUM
تتمثل الوظيفة الرئيسية لزيت الزهم للشعر في قدرته على ترطيب وحماية الشعر، ومساعدة الشعر في الحفاظ على نعومته وحمايته من العوامل الخارجية مثل الطقس. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الفوائد الصحية للزهم.
الفوائد الصحية للزهم
- الترطيب: يساعد في الحفاظ على الرطوبة داخل الجلد، مما يعزز ترطيب البشرة ومرونتها.
- نقل مضادات الأكسدة: ينقل مضادات الأكسدة التي تذوب في الدهون إلى سطح الجلد. مضادات الأكسدة هي مركبات طبيعية تحمي من الآثار الضارة للجذور الحرة.
- الحماية من الميكروبات: الزهم حمضي قليلاً ، مع درجة حموضة تتراوح بين 4.5 و 6.0. نتيجة لذلك، فهو يساعد على منع مسببات الأمراض الضارة، مثل البكتيريا والفيروسات، من اختراق الجلد.
غالبًا ما يشار إلى زيت Sebum باسم “الشحوم”، ويعتبر مصدر إزعاج لمعظم الناس. ومع ذلك، يفشل الكثيرون في إدراك أهميته الحقيقية للعناية بالشعر.
ماذا يحدث إذا اختل توازن الزهم؟
اختلال توازن الزهم في فروة الرأس يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة تؤثر على صحة الشعر والفروة بشكل كبير. عند زيادة إفراز الزهم، تحدث حالة تُسمى فرط إفراز الزهم (Hyperseborrhea)، حيث يفرز الجسم كمية مفرطة من الزهم نتيجة فرط نشاط الغدد الدهنية، مما يسبب تراكمًا للزهم على فروة الرأس ويغلق قنوات بصيلات الشعر.
هذا الانسداد يمنع وصول الأكسجين والتغذية المناسبة إلى بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ترقق الشعر، وجعله أضعف، وأقل لمعانًا، وقد يتطور الأمر إلى تساقط الشعر المتكرر مع تقصير مرحلة النمو الخاصة بالشعر حتى تموت البصيلات في الحالات المتقدمة.
كما أن الإفراط في إنتاج الزهم يهيئ بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات، مثل فطر Malassezia، الذي يسبب التهابات فروة الرأس مثل التهاب الجلد الدهني والحكة، والقشرة الدهنية، مما يزيد من سوء حالة الفروة. هذا يرافقه شعور بالحكة، ألم خفيف، وزهم زائد يترك الشعر دهنياً وثقيلاً ويفقد حيويته.
أسباب إفراط الجسم في إنتاج الزهم
يستطيع الجسم تحديد مقدار ما هو مطلوب من المادة الدهنية اعتمادًا على الفرد واحتياجاته. على أية حال، يجد الكثير من الناس أن شعرهم يمكن أن يصبح دهنيًا بسرعة، عادةً في غضون 24-48 ساعة من غسل الشعر. لسوء الحظ، يرجع ذلك إلى فرط نشاط الغدد الدهنية، مما يؤدي إلى إنتاج دهون زائدة.
هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن تؤثر على فرط نشاط الغدة الدهنية، ولكن السبب الأول لفرط نشاط الغدد الدهنية في فروة الرأس هو غسل الشعر المفرط. نعلم جميعًا ونفهم أهمية النظافة ولكن عندما يتعلق الأمر بالعناية بالشعر، فهذه قصة مختلفة. لذلك إن كنت تبحث عن علاج الزهم في الشعر، فيجب أولاً التوقف عن غسل الشعر بكثرة.
كيف نحافظ على توازن الزهم في فروة الرأس؟
- استخدام شامبو مناسب يوازن بين تنظيف فروة الرأس وإزالة الزيوت الزائدة دون تجريد الشعر من الرطوبة الطبيعية.
- تجنب الإفراط في غسل الشعر لتفادي تحفيز الغدد الدهنية على إفراز مزيد من الزهم.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالأحماض الدهنية والفيتامينات الضرورية مثل أوميغا-3، وفيتامينات A وE، مع شرب كمية كافية من الماء.
- تدليك فروة الرأس بلطف لتحسين توزيع الزهم وتحفيز الدورة الدموية في البصيلات.
- تجنب استخدام المنتجات القاسية أو الثقيلة المحتوية على الكبريتات والسيليكونات التي تعيق تنفس الفروة.
- استخدام علاجات طبيعية مناسبة مثل خل التفاح المخفف والألوفيرا لتنظيم حموضة الفروة.
- تقليل التوتر والحصول على نوم كافٍ لدعم التوازن الهرموني المسؤول عن إنتاج الزهم.
الخلاصة
الزهم هو عنصر طبيعي لا غنى عنه للحفاظ على صحة فروة الرأس والشعر. فهو يعمل كحاجز واقٍ ومرطب يمنح شعرك الحيوية واللمعان الطبيعي. فهم دور الزهم وأهمية توازنه يساعدك على تجنب مشاكل فروة الرأس مثل الجفاف أو الإفراط في الدهون. مما يعزز من نمو شعر صحي وقوي. لذا، احرص على اتباع روتين عناية متوازن يحافظ على إفرازات فروة رأسك الطبيعية ويمنحك شعرًا صحيًا وجذابًا.
الأسئلة الشائعة حول الزهم للشعر
هل يسبب إفراط زيت الزهم في تساقط الشعر؟
إفراط إنتاج زيت الزهم (Sebum) في فروة الرأس لا يسبب تساقط الشعر مباشرةً، لكنه قد يساهم في خلق بيئة غير صحية تؤدي إلى مشاكل مثل انسداد بصيلات الشعر وظهور القشرة الدهنية والتهابات فروة الرأس. هذه العوامل قد تؤثر سلبًا على صحة بصيلات الشعر وتضعفها مع الوقت، مما يزيد من احتمال تساقط الشعر.
هل غسل الشعر بكثرة يزيل الزهم الطبيعي ويضر بالشعر؟
غسل الشعر بكثرة وبشامبوهات قوية يمكن أن يزيل الزهم الطبيعي الذي يحمي فروة الرأس والشعر، مما يؤدي إلى جفاف الشعر وفروة الرأس وتهيجهما. هذا الجفاف قد يجعل الشعر هشًا وأكثر عرضة للتقصف، كما قد يحفز الغدد الدهنية على إفراز المزيد من الزهم كرد فعل. لذلك، ينصح بتنظيف الشعر بانتظام ولكن بطريقة متوازنة باستخدام منتجات لطيفة للحفاظ على توازن الزهم الطبيعي وصحة الشعر.
هل قلة الزهم تسبب جفاف الشعر وتقصفه؟
قلة إفراز الزهم يمكن أن تؤدي إلى جفاف الشعر وتقصفه، لأن الزهم يعمل كمرطب طبيعي يغلف الشعرة ويحافظ على نعومتها ولمعانها. عندما ينخفض إنتاج الزهم، يفقد الشعر هذه الحماية الطبيعية، مما يجعله أكثر عرضة للجفاف، الهشاشة، والتقصف. هذه الحالة شائعة خاصةً مع التقدم في العمر أو نتيجة غسل الشعر المفرط أو استخدام منتجات قاسية.
